في كل بيت في مصر ستجد في لوحة توزيع الكهرباء بالمنزل قاطع Circuit Breaker مثل الموجود في الصورة ، وظيفته حماية الأجهزة والأسلاك في حال حدوث "قفلة" short ، لكن ليس من وظيفته حماية البشر!! ، بمعنى أنك إذا اتكهربت فلن يحرك هذا القاطع ساكنا ، بل لا قدر الله ، ممكن انسان يموت وهذا القاطع لا يهتز له جفن!!!
فكيف نحمى البشر من الموت بسبب الصدمات الكهربية في المنازل؟
لابد أن يتم تركيب قاطع من نوع آخر هو Earth Leakage CB (ELCB) كما في الصورة وهذا القاطع فكرته أنه يقارن بين التيار الداخل والراجع من الأحمال الكهربية فإذا وجد اختلافا أكبر من 30 مللى أمبير فهذا يعنى حدوث تسريب خارج الحمل ومعناه أنه ممكن يكون فيه انسان بيتكهرب في هذه اللحظة، وبالتالي يقوم هذا الجهاز بفصل الشقة كلها أتوماتيكيا ولحظيا ، ومن ثم يحمى البشر من خطر الموت
أنا هنا لا أقصد شرح نظرية عمل هذه القواطع ، ولكن يحز في نفسي اننا في مصر لا يوجد أي إلزام بتركيب هذه النوعية من القواطع الخاصة بحماية البشر !!! وللأسف يمكن أن تبنى برجا وتتعاقد وتوصل كهرباء له ولن يسألك أحد هل عندك ELCB أم لا؟ ولن يسالك أحد هل عندك نظام أرضى أم لا!!! وهما الأساس في حماية اليشر!!
بينما في كل دول الخليج مثلا ، ومنذ سنين طويلة، لا يمكن مطلقا أن تصل الكهرباء - ولو لعشة في مزرعة - دون أن يكون متركب فيها ELCB المخصص لحماية البشر ، والكارثة أن من وضع هذه القواعد في هذه الدول أغلبهم مصريون والقائمين على التنفيذ أغلبهم مصريون ، فهل هؤلاء المصريون بالخارج من عجينة ثانية ؟ ولماذا لما المهندس المصري يخرج بره يبقى الواحد منهم يبدع ويحط قواعد وينظم العمل على أرقى مستوى ؟ وليه باب النجار مخلع؟
الحل في رايي أن يقوم واحد من رؤساء شركات التوزيع في مصر ويأخذ حبة الشجاعة، ويقول أنا لن أنتظر أن تصدر الحكومة قانونا بشأن إجراءات السلامة الكهربية في المنازل ، ومن النهاردة ما فيش حكومة .. أنا الحكومة !!!، ويصدر هو قرارا بمنع توصيل الكهرباء إلى أي منزل في حدود شركته لا يكون جهاز ELCB مركب فيه ، ولا يكون نظام الأرضى منفذا فيه!!
فإذا شاء الله وبقى في منصبه بعدها لمدة أسبوع مثلا!!! فيمكن أن يأخذ حبة أخرى ، ويصدر قرارا آخر بوضع غرامة مثلا 300 جنيه على فاتورة كل بيت ليس به هذا الجهاز ، وهذا المبلغ هو تكلفة شراء وتركيب هذا الجهاز، و ممكن نعدل الصياغة ونقول : وترد هذه الغرامة مرة أخرى في حال تركيب الجهاز!! حتى لا يتضرر أحد
وهذا الأسلوب اتبع في التسعينات حين قررت الدولة الزام المصانع بتركيب أجهزة تحسين معامل القدرة power factor فوضعت غرامة كبيرة – لا ترد - على الفاتورة ، وخلال شهور معدودة كانت كل المصانع مركبة هذه الأجهزة،
وأعتقد أنه بهذا المقترح يمكن في ظرف شهور أن ننتهى من هذا الفضيحة العلمية أن بلدا بحجم مصر لا يوجد فيها إلزام بتطبيق طرق الأمان الكهربي للبشر في المنازل!!
تعليقات
إرسال تعليق